الحديث المكذوب في حلاوة العسل

حديث مكذوب في كتب الشيعة :
أن حلاوة العسل إنما تخلق من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وآله

السؤال:حديث مكذوب
أحب أن أعرف مدى صحة ذلك الحديث ، مع الرد بالتفصيل ، وجزاكم الله خيرا: ( خرج النبي محمد صلى الله عليه يوما في الطريق للجهاد ، وبعد اختيار موقع المعركة قال لأصحابه : كلوا مما تريدون . وما إن بدؤوا في تناول طعامهم حتى قال أحد الصحابة : يا رسول الله ! ليس هناك شيء نأكله مع الخبز . ثم رأى الصحابي نحلة تحوم محدثة جلبة بالقرب ، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم : لماذا تحدث النحلة هذا الصوت ؟ فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم : إنها تقول : إن رفقاءها من النحل منزعجون ، لأن الصحابة لا يجدون ما يأكلونه مع الخبز ، وأن لديهم منحل عسل قريب في الكهف ، لكنهم لا يستطيعون حمله للصحابة . فأشار النبي صلى الله عليه وسلم : يا علي ! اتبع تلك النحلة واجلب لنا العسل . فتبعها علي ، وأحضر وعاء من العسل ، وبمجرد أن انتهى الصحابة من الأكل ، جاءت النحلة وطافت محدثة جلبة مرة أخرى . فسأل أحد الصحابة : يا رسول الله ! لماذا هذا ؟ فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم : لقد سألتُ النحلة عن طعامها ، فكان جوابها أن طعامها من الأزهار في التلال والغابات ، فعدت وسألتها : أيتها النحلة ! إن كان طعامك من الأزهار والورود وهو مر ، فكيف يتحول إلى عسل حلو ؟ قالت : يا رسول الله ! لأن من بيننا ملكة غنية تصلي وتسلم عليك ، وكل النحل الباقي يصلي ويسلم عليك فيتحول الحامض والمذاق الغير حلو والمر من رحيق الأزهار إلى شراب حلو بسبب أجر الله من الدعاء ، حتى يتحول هذا الشراب إلى عسل يعالج كل الأمراض عدا الموت )

الجواب :

الحمد لله
لا أصل لهذا الحديث في كتب السنة والآثار ، ولم يذكره أحد من أهل العلم ، لا مُقرا ولا آثرا ، وإنما تتناقله بعض كتب الرافضة التي ينتشر فيها الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ككتاب ” خزينة الجواهر ” (ص/586) لعلي أكبر نهاوندي ، وهو كتاب مليء بالخرافات والأقاصيص التي لا سند لها ولا زمام ، وإنما يبدو أنها من وضع عوام الشيعة ، فيثبتها علماؤهم في كتبهم ، فهم يستحلون الكذب في مثل هذه الأحاديث ، ولا يرعوون عن ذكرها والاستشهاد بها.

وأما أهل السنة فهم حريصون كل الحرص على نقاء الكتب من الأحاديث التي لا أصل لها ، وأقاموا لذلك علوما عظيمة أُنفقت فيها الأعمار والأموال على مدى أربعة عشر قرنا من الزمان ، فلا يروج على علمائنا أمثال هذه الأحاديث ، وإن كنا نؤمن أن الصلاة والسلام على النبي وآله من أفضل الأعمال عند الله ، ولها فضائل ثابتة كثيرة ، يمكن مراجعتها في كتاب ” جلاء الأفهام ” للعلامة ابن قيم الجوزية ، ولكنا نقف عند حدود الله ، ولا نفتري الكذب عن فضائل الأعمال التي لم ترد بها الأدلة الصحيحة .

يقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله :
” فإن زعم هؤلاء الجهلة الكذبة على الله ورسوله وعلى أئمة الإسلام ومصابيح الظلام أن هذه الأحاديث صحت عندهم ؟

قلنا لهم : هذا محال في العادة ، إذ كيف تتفردون بعلم صحة تلك ، مع أنكم لم تتصفوا قط برواية ، ولا صحبة محدث ، ويجهل ذلك – يعني الحديث المكذوب المذكور في كتبكم – مهرة الحديث وسبَّاقه الذين أفنوا أعمارهم في الأسفار البعيدة لتحصيله ، وبذلوا جهدهم في طلبه ، وفي السعي إلى كل من ظنوا عنده شيئا منه ، حتى جمعوا الأحاديث ، ونقبوا عنها ، وعلموا صحيحها من سقيمها ، ودوَّنُوها في كتبهم على غاية من الاستيعاب ، ونهاية من التحرير .
وكيف والأحاديث الموضوعة جاوزت مئات الألوف ، وهم مع ذلك يعرفون واضع كل حديث منها ، وسبب وضعه الحامل لواضعه على الكذب والافتراء على نبيه ، فجزاهم الله خير الجزاء وأكمله ، إذ لولا حسن صنيعهم هذا لاستولى المبطلون والمتمردة المفسدون على الدين ، وغيروا معالمه ، وخلطوا الحق بكذبهم حتى لم يتميز عنه ، فضلُّوا وأضلُّوا ضلالا مبينا .

لكن لما حفظ الله على نبيه شريعته من الزيغ والتبديل ، بل والتحريف ، وجعل من أكابر أمته في كل عصر طائفة على الحق ، لا يضرهم من خذلهم ، لم يبال الدين بهؤلاء الكذبة المبطلة الجهلة ، ومن ثم قال : ( تركتكم على الواضحة البيضاء ، ليلها كنهارها ، ونهارها كليلها ، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك )

ومن عجيب أمر هؤلاء الجهلة : أنا إذا استدللنا عليهم بالأحاديث الصحيحة…أتوا بأخبار باطلة كاذبة متيقنة البطلان ، واضحة الوضع والبهتان ، لا تصل إلى درجة الأحاديث الضعيفة التي هي أدنى مراتب الآحاد ، فتأمل هذا التناقض الصريح ، والجهل القبيح ، لكنهم لفرط جهلهم وعنادهم وميلهم عن الحق يزعمون التواتر فيما يوافق مذهبهم الفاسد وإن أجمع أهل الحديث والأثر على أنه كذب موضوع مختلق ، ويزعمون فيما يخالف مذهبهم أنه آحاد وإن اتفق أولئك على صحته ، وتواتر رواته ، تحكما وعنادا ، وزيغا عن الحق ، فقاتلهم الله ما أجهلهم وأحمقهم ” انتهى باختصار.

” الصواعق المحرقة ” (1/124)
http://islamqa.info/ar/152138
والله أعلم .

تلقي الفتاوى و الأحكام الشرعية من برامج و مواقع التواصل الاجتماعية

تلقي الفتاوى و الأحكام الشرعية من برامج و مواقع التواصل الاجتماعية

سعيد آل يعن الله

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله و آله و صحبه و بعد

فقد أنعم الله جل وعلا علينا في هذا الزمان بنعم لا تُعد و لا تُحصى، و منها أن هدانا لتحصيل العلوم المفيدة في مختلف المجالات، و التي ساهمت في تطوير نُظم الحياة و سهّلت على الإنسان الكثير من مشاقها، حتى استطاع الإنسان بفضل الله جل وعلا أن يجعل العالم الكبير المترامي الأطراف؛ كالقرية الصغيرة التي لو نادى شخص في طرفها أجابه صاحبه من طرفها المقابل دون مشقة أو عناء، حيث سهلت التكنولوجيا الحديثة عملية التواصل و تبادل المعلومات بين الناس عبر الكثير من الوسائل و الطرق؛ و التي كانت ولازالت في تطور مستمر حتى أصبح الإنسان يتجاوز آلآلف الكيلومترات بجواله عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي و البرامج التابعة لها دون أن يغادر مكانه فلله الحمد و لله المنّة.

إن نفع و ضرر هذه البرامج و المواقع و غيرها من وسائل التكنولوجيا الحديثة مرتبط باستخدام الإنسان لها، فإن استخدمها فيما ينفع فلها أجرها و إن استخدمها فيما يضر فعليه وزرها والله المستعان.

و إن من الاستخدامات الخاطئة التي يقع فيها الكثير من المسلمين دون الشعور بخطأ هذا الاستخدام هو تبادل الفتاوى و المعلومات الدينية و الأحكام الشرعية؛ دون التحقق من صحتها و التأكد من موثوقيتها و سلامة مصدرها و خلوها من الدسائس و الخرافات و البدع التي قد تؤثر سلباً على عقيدة المسلم أو على الأحكام المتعلقة بعبادته دون أن يعلم، إذ إن ما جاء به الرسول – صلى الله عليه وسلم – من القرآن والسنة، وما فيهما من بيان للحلال والحرام، والأخلاق والآداب، والحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه من العقائد، والمعاملات، هو العلم الشرعي و هو مصدر الأحكام الشرعية، و التي يجب أن يتلقاها المسلم من العلماء الربانيين و أهل العلم الثقات، ممن هم أهل ثقة في علمهم و دينهم، وشهد لهم بذلك علماء المسلمين وعامتهم.

و الواجب على المسلم إذا جهل شيئاً من أمر دينه أو استشكل عليه شيء فيه؛ أن يسأل أهل العلم والاختصاص الذين عُرفوا بعلمهم ودينهم و ورعهم؛ فإن الله جل وعلا أمر من لا يعلم بالرجوع إليهم في جميع الحوادث، قال تعالى:( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُون ) قال الإمام القرطبي رحمه الله : [ لم يختلف العلماء أن العامة عليها تقليد علمائها، وأنهم المراد بقول الله عز وجل: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ، ولم يختلفوا أن العامة لا يجوز لها الفتيا لجهلها بالمعاني التي منها يجوز التحليل والتحريم]، و على المسلم كذلك؛ أن يمتثل في ذلك أمر النبي – صلى الله عليه و سلم – القائل: ( ألا سَأَلُوا إذا لمْ يَعلَمُوا فإنَّما شِفاءُ العِيِّ السًُّؤالُ ) صححه الألباني في صحيح الجامع، و أن يقتدي بعلماء الأمة من السلف و الخلف في تلقي العلم الشرعي و الأحكام الشرعية عن أهل العلم و الإختصاص، فقد قال الإمام النووي رحمه الله : [ و لا يَتَعلم إلا ممن تكملت أهليته و ظهرت ديانته و تحققت معرفته و اشتهرت صيانته فقد قال محمد بن سيرين و مالك بن أنس و غيرهما من السلف { هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم )].

إن الإنسان إذا استشكل عليه شيء من أمور دنياه سواء في صحته أو ماله و نحوها سأل أهل العلم و الاختصاص في ذلك الأمر؛ و تقصى في البحث لتحصيل أفضل النتائج و أصدقها، ولا خلاف في صحة ما ذهب إليه، و لكن العجب ممن يأخذ أمور دينه ممن هب ودب، فصار كحاطب ليل لا يبالي ماذا يأخذ و لا عمن يأخذ، وهذا من أعجب العجب!! إذ أن أعظم نعمة أنعم بها المولى جل وعلا على عباده هي نعمة الدين، فهي أغلى من صحته و ماله و دنياه قاطبة، فلو فَقَدَ الإنسان كل النعم في الحياة؛ فلا يُعتبر خاسراً إلا إذا افتقد نعمة الدين فقدْ خسر كل شيء،
و العجب!! كيف يتحرى الإنسان أقصى درجات الصحة و الموثوقية في أمور دنياه و يتساهل في تلقي أمور دينه -الذي هو أغلى ما يملك-عبر مواقع الإنترنت و برامج التواصل الاجتماعي و نحوها.

وفي الختام فإن الإنسان المسلم المحب للخير قد ينشر مثل تلك المعلومات أو الفتاوى طلباً لتحصيل الأجر و نشر الخير بين الناس، و لكنه قد يقع في الإثم و نشر البدع و المخالفات الشرعية و هو لا يعلم، ولذلك فإن الدور الواجب على المجتمع المسلم في طريقة التعامل الصحيحة مع تلك الأحاديث المكذوبة و الفتاوى المجهولة و المعلومات المغلوطة -التي يسعى أهل البدع و المنحرفون عن الدين الصحيح لنشرها بين المسلمين عن طريق تلك البرامج و المواقع ليفسدوا عليهم دينهم- أن يردوها إلى أهل العلم و يسألوهم عنها و لا يتلقونها بالقبول إلا بعد قبول أهل العلم لها، و ألا ينشروها إلا بعد التثبت منها، بل يجب علينا جميعاً الاحتساب على من نشرها و الإنكار عليه، و التواصي فيما بيننا بعدم نشرها والتحذير من ذلك.
وصلى الله و سلم على نبينا محمد و آله و صحبه

كتبه: سعيد آل يعن الله
خميس مشيط

صحة مقولة للشيخ بن عثيمين في الدعاء ( اللهم إني أسألك الأنس بقربك )

السؤال:

أريد أن استفسر عن صحة مقولة للشيخ بن عثيمين في الدعاء ( اللهم إني أسألك الأنس بقربك ) قال فيها بن عثيمين يتحقق فيها للمؤمن أربع : عز من غير عشيرة ، وعلم من غير طلب ، وغنى من غير مال ، وأنس من غير جماعة. ـ هل هذا القول صحيح ؟ خاصة وأنها انتشرت بين الناس . وبالنسبة لدعاء ( اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك قلباً سليماً ولسانا صادقا وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم ) هل هذا الدعاء من الأدعية النبوية ؟ وهل صحيح أن بن اباز رحمه الله قال فيه إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنزوا هذا الدعاء ؟

الجواب:
الحمد لله

أولا : لم نقف على ما ذكرت من كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، ولم نقف على هذا الدعاء : (اللهم إني أسألك الأنس بقربك ) في شيء من كتب السنة . ولا وجدناه منقولاً عن أحد من السلف ، ولهذا يبعد صدور هذا الكلام عن الشيخ رحمه الله .

وقد علم من حاله اقتفاء أثر السلف وتعظيم الأدعية الثابتة ، وعدم الجزم بمثل هذه الفضائل إلا بدليل ، لا سيما وقد يروج لهذا الدعاء من يزهّد الناس في طلب العلم ، ويزعم أنه تلقى العلم من الله مباشرة ، كما يقول أحدهم : حدثني قلبي عن ربي ! وقد جاءت النصوص بالحث على طلب العلم والترغيب فيه بل الإخبار بأنه فريضة على كل مسلم .

وقد سألنا الشيخ الدكتور سامي الصقير حفظه الله – وهو من كبار طلاب الشيخ رحمه الله الملازمين له- فقال : إن هذا كذب على الشيخ .

ثانيا : دعاء : ( اللهم إني أسالك الثبات في الأمر …) من الأدعية النبوية الثابتة ، فقد روى أحمد (17155) والترمذي (3407) والنسائي (1304) عن شَدَّاد بْن أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا أَنْ نَقُولَ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ ، وَأَسْأَلُكَ عَزِيمَةَ الرُّشْدِ ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا صَادِقًا ، وَقَلْبًا سَلِيمًا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ) والحديث صححه الألباني في السلسة الصحيحة رقم 3228 وحسنه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند .

وهو عند أحمد بلفظ : ( إِذَا كَنَزَ النَّاسُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ فَاكْنِزُوا هَؤُلَاءِ : الْكَلِمَاتِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ…)

فهذه الجملة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، لا من كلام الشيخ ابن باز رحمه الله .

وقَوْلُهُ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ ) أَيْ الدَّوَامَ عَلَى الدِّينِ وَلُزُومَ الِاسْتِقَامَةِ عَلَيْهِ .

( وَأَسْأَلُك عَزِيمَةَ الرُّشْدِ ) هِيَ الْجِدُّ فِي الْأَمْرِ بِحَيْثُ يُنْجَزُ كُلُّ مَا هُوَ رُشْدٌ مِنْ أُمُورِهِ , وَالرُّشْدُ هُوَ الصَّلَاحُ وَالْفَلَاحُ وَالصَّوَابُ , وَفِي رِوَايَةٍ لِأَحْمَدَ : أَسْأَلُك الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ وَالْعَزِيمَةِ عَلَى الرُّشْدِ . أَيْ : عَقْدَ الْقَلْبِ عَلَى إِمْضَاءِ الْأَمْرِ

( وَأَسْأَلُك شُكْرَ نِعْمَتِك ) أَيْ التَّوفيقَ لِشُكْرِ إِنْعَامِك .

( وَحُسْنَ عِبَادَتِك ) أَيْ إِيقَاعَهَا عَلَى الْوَجْهِ الْحَسَنِ الْمَرَضِيِّ

( وَأَسْأَلُك لِسَانًا صَادِقًا ) أَيْ مَحْفُوظًا مِنْ الْكَذِبِ ( وَقَلْبًا سَلِيمًا ) أَيْ عَنْ عَقَائِدَ فَاسِدَةٍ وَعَنْ الشَّهَوَاتِ .

( أَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ ) أَيْ مَا تَعْلَمُهُ أَنْتَ وَلَا أَعْلَمُهُ أَنَا .

وهذا سؤال جامع للاستعاذة من كل شر ، وطلب كل خير ، وختم هذا الدعاء الذي هو من جوامع الكلم بالاستغفار الذي عليه المعول والمدار ، فقال : وَأَسْتَغْفِرُك مِمَّا تَعْلَمُ إِنَّك أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .

والله أعلم .

المصدر الإسلام سؤال وجواب

لا تصح عن الشيخ ابن عثيمين

د. عمر بن عبد الله المقبل 3/5/1427
30/05/2006

انتشرت عبر رسائل الجوال رسالة منسوبة لشيخنا محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – هذا نصها:
” سئل شيخنا ابن عثيمين – رحمه الله – عن أفضل الدعاء؟.

فقال: اسألوه الأنس بقربه فمن آنسه بقربه أعطاه أربع : (عز من غير عشيرة ، وعلم من غير طلب ، وغنى من غير مال ، وأنس من غير جماعة). أغنانا الله بالأنس به عما سواه “.

ولما كثر تداولها بين الناس، والتساؤل عنها من بعض الإخوة أحببت التنبيه على ذلك فأقول:
إن نسبة هذه الرسالة إلى شيخنا محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – لا تصح، ولقد أنكرت هذا أول ما وصلتني الرسالة، وزيادة في التثبت سألت من هم أكثر مني ملازمة لشيخنا رحمه الله فوافق الخُبْر الخبَر، ولا أعلم أن هذا النص يوجد في شيء من كتبه وأشرطته الصوتية، ولا أعرف أحدًا يوثق به ينسبها له – رحمه الله -.

وكل من لازم شيخنا فترة من الزمن، وثنى ركبته متعلما عنده، وعرف منهجه في العلم والعمل – كما شرفني الله بذلك – أدرك شديد عناية الشيخ بالأدعية الواردة في الكتاب والسنة، وحرصه عليها، وحث الناس على التزامها، وكراهته الخروج عن الأدعية الواردة في الكتاب والسنة.

وبهذه المناسبة، أوصي إخواني المسلمين بوجوب التثبت فيما ينسب إلى آحاد الناس، فضلا عن علمائهم وأئمتهم الذين يقتدى بقولهم وفعلهم، فإن الكذب عليهم أشد وأعظم، والله الموفق.
وفق الله الجميع في الدنيا والآخرة لمايحبه ويرضاه

http://www.islamqa.com/ar/ref/101263

أحاديث لا تصح في الأضحية للألباني


عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فاشهديها فإن لك بأول قطرة تقطر من دمها أن يغفر لك ما سلف من ذنوبك . قالت يا رسول الله ألنا خاصة أهل البيت أو لنا وللمسلمين قال بل لنا وللمسلمين. 

ورواه أبو القاسم الأصبهاني عن علي ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا فاطمة قومي فاشهدي أضحيتك فإن لك بأول قطرة تقطر من دمها مغفرة لكل ذنب أما إنه يجاء بلحمها ودمها توضع في ميزانك سبعين ضعفا . قال أبو سعيد يا رسول الله هذا لآل محمد خاصة فإنهم أهل لما خصوا به من الخير أو للمسلمين عامة قال لآل محمد خاصة وللمسلمين عامة .المصدر ضعيف الترغيب والترهيب للألباني

* أمرت بيوم الأضحى عيدا جعله الله عز وجل لهذه الأمة قال الرجل أرأيت إن لم أجد إلا أضحية أنثى أفأضحي بها قال لا ولكن تأخذ من شعرك وأظفارك وتقص شاربك وتحلق عانتك فتلك تمام أضحيتك عند الله عز وجل (قال الشيخ الألباني : ضعيف سنن النسائي).

* عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت بيوم الأضحى عيدا جعله الله لهذه الأمة . قال له رجل يا رسول الله أرأيت إن لم أجد إلا منيحة أنثى أفأضحي بها ؟ قال لا ولكن خذ من شعرك وأظفارك وتقص من شاربك وتحلق عانتك فذلك تمام أضحيتك عند الله . رواه أبو داود والنسائي ضعيف مشكاة المصابيح.

* يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فاشهديها فإنه يغفر لك عند أول قطرة من دمها كل ذنب عملتيه وقولي ( إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ) قال عمران بن حصين قلت يا رسول الله هذا لك ولأهل بيتك خاصة وأهل ذاك أنتم أم للمسلمين عامة قال لا بل للمسلمين عامة (السلسله الضعيفه).

 

أحاديث لا تصح في الأضحية للألباني

محمد الغامدي

حكم قول اللهم إني لا اسئلك رد القضاء ولكن أسئلك اللطف فيه

سئل الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – عن هذه العبارة كما في ” نور على الدرب ” ش. (290)

السؤال:
كثير من الناس يقولون: ( اللهم إننا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه ) ما الحكم في ذلك جزاكم الله خيرا؟

الجواب :
لا نرى الدعاء هذا ، بل نرى أنه محرم ، وأنه أعظم من قول الرسول عليه الصلاة والسلام:
(لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ، وذلك لأن الدعاء مما يرد الله به القضاء ، كما جاء في الحديث : ( لا يردالقضاء إلا الدعاء).

والله عزوجل يقضي الشيء ، ثم يجعل له موانع فيكون قاضيا بالشيء ، وقاضيا بأن هذا الرجل يدعو فيرد القضاء، والذي يرد القضاء هو الله عز وجل، فمثلا الإنسان المريض ، هل يقول اللهم إني لا أسألك الشفاء ولكني أسألك أن تهون المرض؟!! لا ، بل يقول: اللهم إنا نسألك الشفاء فيجزم بطلب المحبوب إليه دون أن يقول : يا رب أبق ما أكره لكن الطف بي فيه ، خطأ، هل الله عز وجل إلا أكرم الأكرمين وأجود الأجودين ، وهو القادر على أن يرد عنك ما كان أراده أوّلا بسبب دعائك ، فلهذا نحن نرى أن هذه العبارة محرمة ، وأن الواجب أن يقول : اللهم إني أسألك أن تعافيني ، أن تشفيني ، أن ترد علي غائبي وماأشبه ذلك . انتهى كلامه – رحمه الله تعالى – .

و قال أيضا – رحمه الله- في شرح الأربعين النووية :
(وفي هذا المقام يُنكَرُ على من يقولون: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) ، فهذا دعاء بدعي باطل ، فإذا قال: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) ، معناه أنه مستغن ، أي افعل ما شئت ولكن خفف ، وهذا غلط ، فالإنسان يسأل الله عزّ وجل رفع البلاء نهائياً فيقول مثلاً : اللهم عافني ، اللهم ارزقني ، وما أشبه ذلك.

وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ اللَّهَمَّ اِغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ ” . فقولك: (لا أسألك ردالقضاء،ولكن أسألك اللّطف فيه) أشد.
واعلم أن الدعاء قد يرد القضاء،كما جاء في الحديث: ” لاًيَرُدُّ القَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ ” . وكم من إنسانٍ افتقر غاية الافتقار حتى كاد يهلك ، فإذا دعا أجاب الله دعاءه ، وكم من إنسان مرض حتى أيس من الحياة ، فيدعو فيستجيب الله دعاءه.

قال الله تعالى: وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ(الأنبياء:83) .
فذكر حاله يريدُ أنّ اللهَ يكشفُ عنهُ الضُّرَّ ، قال الله : فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ(الأنبياءالآية84.)
انتهى من شرح الأربعين النووية لــ ابن عُثيمين رحمه الله.

وقال شيخنا الشيخ مشهور بن حسن – حفظه الله تعالى -: في الفتاوى الشرعية ( أشرطة. شريط رقم 29):
( ” اللهم لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه ” هذا دعاء آثم خاطئ ، وهذا له علاقة بطفرة النظام ، بل يجوز الدعاء ، فهذا عمر – رضي الله عنه – يقول ” اللهم إن كنت قد كنت كتبتني شقيا ، فامحني واكتبني سعيدا ” أخرجه الإسماعيلي في مستخرجه بإسناد جيد كما ذكر ذلك ابن كثير في كتابه ” مسند الفاروق” ).انتهى بتصرف.

وفي كتاب الإيمان بالقضاء والقدر للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد ص 147:

السؤال:
ما صحة هذا العبارة التي يدعو بها بعض الناس : “اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه “؟

الجواب :

(الحمد لله ، هذاالدعاء يجري كثيراً على الألسنة ، وهو دعاء لا ينبغي ، لأنه شُرع لنا أن نسأل الله رد القضاء إذا كان فيه سوء، ولهذا بوب الإمام البخاري رحمه الله باباً في صحيحه قال فيه : ( باب من تعوذ بالله من درك الشقاء ، وسوء القضاء ، وقوله تعالى : قل أعوذ برب الفلق ، من شر ما خلق الفلق/1-2
ثم ساق قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( تعوذوا بالله من جهد البلاء ، ودرك الشقاء وسوء القضاء ). البخاري 7/215 كتاب القدر) انتهى .

وأخيرا أسأل الله تعالى الكريم أن يفقهنا في ديننا ، وأن يعلمنا من ديننا ما ينفعنا ، وأن يوفقنا لاتباع سنته صلىالله عليه وسلم.
والحمد لله رب العالمين.

قال القعنبي عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة فإنه لا مكره له . (أخرجه أبو داواد في سننه / حققه الألباني / صحيح أبو داود /كتاب الصلاة / باب الدعاء /حديث رقم 1483/ صحيح ).

وعن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر . ( رواه الترمذي / وحققه الألباني / في صحيح الترغيب والترهيب / الجزء 2 / كتاب البر والصلة وغيرهما /باب الترغيب في بر الوالدين وصلتهماوتأكيد طاعتهما/ حديث رقم 2489/ حسن )

(3) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء .

(أخرجه البخاري / الجامع الصحيح / كتاب القدر / باب من تعوذ بالله من درك الشقاء وسوء القضاء / حديث رقم 6126).

يا علي لا تنم إلا أن تأتي بخمسة أشياء – حديث موضوع

يا علي لا تنم إلا أن تأتي بخمسة أشياء

السؤال:حديث مكذوب

هذه رسالة بعث بها المستمع عبد الحليم عبد الهادي محمد حسين من إدارة الإتصالات الإدارية بمنطقة جدة يقول أهدى إلى أحد الإخوان قصاصة تحمل وصية تشير إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للإمام علي رضي الله عنه ما نصه (يا علي لا تنم إلا أن تأتي بخمسة أشياء وهي قراءة القرآن كله التصدق بأربعة آلاف درهم زيارة الكعبة حفظ مكانك بالجنة إرضاء الخصوم) قال علي وكيف ذلك يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم (أما تعلم أنك إذا قرأت قل هو الله أحد فقد قرأت القرآن كله وإذا قرأت الفاتحة أربع مرات فقد تصدقت بأربعة آلاف درهم وإذا قلت لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات فقد زرت الكعبة وإذا قلت لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم عشر مرات حفظت مكانك في الجنة وإذا قلت أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه عشر مرات فقد أرضيت الخصوم) السؤال هو ما مدى صحة هذه الأقوال والذي أعلمه أن سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن فما هو رأيكم في هذا؟

الجواب:

الشيخ: هذا الحديث الذي ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى علي بن أبي طالب رضي الله عنه بهذه الوصايا كذب موضوع على النبي صلى الله عليه وسلم لا يصح أن ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يجوز أن ينقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم لأن من حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ومن كذب على النبي صلى الله عليه وسلم متعمداً فليتبوأ مقعده من النار إلا إذا ذكره ليبين أنه موضوع ويحذر الناس منه هذا مأجور عليه والمهم أن هذا الحديث كذب على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وهنا نقطة عبر بها السائل وهو قوله الإمام علي ابن أبي طالب ولا ريب أن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه إمام من الأئمة كغيره من الخلفاء الراشدين فأبو بكر رضي الله عنه إمام وعمر إمام وعثمان إمام وعلي إمام لأنهم من الخلفاء الراشدين حيث قال صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي) وهذا الوصف ينطبق على أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين فليست الإمامة خاصة بعلي ابن أبي طالب رضي الله عنه بل هي وصف لكل من يقتدى به ولهذا يقال لإمام الصلاة إمام الجماعة في الصلاة إنه إمام ويقال لمن يتولى أمور المسلمين إنه إمام لأنه محل قدوة يقتدى به وإن بعض الناس قد يقصد من كلمة الإمام أنه معصوم من الخطأ وهذا خطأ منهم وذلك أنه ليس أحد من الخلق معصوماً إلا من عصمه الله عز وجل والأولياء كغيرهم يخطئون ويتوبون إلى الله عز وجل من خطأهم فإن كل بني أدم خطاء وخير الخطائين التوابون.

الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

حديث موضوع عن الوصية لعلي

بيت للتمليك .. لا يفوتك ! يُطلّ على ثلاث واجهات (حكم هذه الرسالة)

ما حكم هذه الرسالة : بيت للتمليك .. لا يفوتك ! يُطلّ على ثلاث واجهات؟

السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم هذه الرسالة :

بيت للتمليك .. لا يفوتك !
يُطلّ على ثلاث واجهات :

1 – عرش الرحمن
2 – قصر الرسول
3 – نهر الكوثر

المكان :
جنة عرضها السماوات والأرض

والثمن زهيد جدا :
فقط 12 ركعة سنة في اليوم والليلة .

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يَجوز تناقل مثل هذه الرسالة ، ولو سَلِم مقصد المرسِل .
وسلامة المقصد لا تُسوِّغ العمل .
ومن أين أتى كاتب هذه الرسالة بهذا القول ؟
من قال إن القصر الذي يُبنى لمن صلى لله ثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة يكون تحت عرش الرحمن ، ويُقابِل قصر النبي صلى الله عليه وسلم ، ويُقابِل أيضا نهر الكوثر ؟

هذا من جهة .
ومن جهة أخرى فإن هذا من تجسيد الثواب ، والثواب أمر غيبي لا يَعلمه إلا الله ، ولا يَجوز تجسيد ثواب الأعمال ، ولا تصويرها بصورة محسوسة .
لأن عالم الغيب لا عَهْد للإنسان به حتى يُصوّره أو يَتصوّره .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الجنة : قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خَطَرَ على قلب بشر . رواه البخاري ومسلم .
فنعيم الجنة لم يَخطُر على قلب بشر ، فكيف يُمكن تصويره ؟
والله تعالى أعلم .

شبكة مشكاة الإسلامية

التعليق على ما انتشر في المنتديات باسم”وصية إبليس قبل اعتقاله” (من المكذوبات)

التعليق على ما انتشر في المنتديات باسم”وصية إبليس قبل اعتقاله”

السؤال:

انتشر في كثير من المنتديات ما عرف باسم ” رسالة إبليس ” ، وهي مذيلة باسمه ! وفيها خطابات للناس ولشياطين الإنس ، فنرجو النظر فيها والتعليق عليها .

الجواب:

الحمد لله

قد وقفنا على تلك النشرة ، ورأيناها في كثير من المنتديات ، وتعرف باسم ” وصية إبليس ” أو ” وصيتي قبل الاعتقال ” أو ” رسالة إبليس ” وهي مذكورة على لسان الشيطان يخاطب فيها الناس قبل تصفيده في رمضان ، ويحث فيها شياطين الإنس على القيام بمهماته ، وسنذكر نص هذه الرسالة ، وما يتيسر من التعليق عليها .

نص الرسالة :

” يقول إبليس في الرسالة : أبعث إليكم بأشواقي وتحياتي قبل سويعات من الاعتقال الذي تأكد لي خبره وطار أمره .ثلاثون يوماً بعيداً عنكم بعد أن كنت معكم على مدار العام ، ولعل عزائي أن فيكم من سيعوض غيابي ويسد فراغي من اللئام .

لا يخفاكم ما حدث في رمضان الماضي ، فعلى الرغم من كل الجهود الذي بذلتها معكم ،وكل الأفكار التي صببتها في آذانكم : فقد رأينا الملايين من كل مكان يرتادون المساجد ،

والملايين يرتدين الحجاب ، وكنت أنا وقتها في معتقلي أكتوي بنار الغضب .فهذا جهدُ عامٍ مع تلك الفتاة الضائعة يضيع في ليلة القدر ، وهذا الذي ما تركت كبيرة إلا وأوقعته فيها تنزل من عينه دمعة تطفئ غضب الرب عليه ، وتفتح باب التوبة إليه .

يا شياطين الإنس : في خضم غياب فارسكم أمامكم دور كبير ، فافعلوا ما تؤمرون ، أريدهم في رمضان لا يعرفون سوى السهر حتى الصباح في الخيام الرمضانية ،والنوم حتى موعد وجبة الإفطار الشهية حتى تمتلأ بطونهم وكروشهم المتدليّة ، ثم أتموا عليهم بنعمة البرامج التلفزيونية ، نريد رقصا ، نريد هجصا ، نريد شهوة ، نريد نزوة ، نريد أفكاراً إبليسية ، ولا تنسوا حتى تكتمل التمثيلية : اختموا بثَّكم بالتلاوات القرآنية !

يا شياطين الإنس : أكثروا من اللقاءات مع الفنانات والراقصات ، وكل جميلة فتيّة ليحدثوهم عن روحانية رمضان وما يقمن به من نضال على عتبات المسارح والمراقص الهرمية ، نريد الجميع أن يتحدث عن ذلك المسلسل اليومي ، والفيلم الأسبوعي ، والمسرحية النصف شهرية ، نريد مباريات كروية ، وأغان عربية ، وقنوات فضائية ، لا أريد أن أرى أحدكم يتوقف ولو لثانية ، فكما تعلمون وقتنا غال وأهدافنا دنيّة .

يا شياطين الإنس : أتريدون لهم أن يدخلوا الجنة التي حُرمنا حتى من شم رائحتها النديّة ؟أتريدون أن تمرَّ عليهم لحظات توبة فيضيع كل ما بذلناه في عشرات السنين الضنيّة ، أما حذرتكم أن من أدرك منهم ليلة القدر غفر له كل ماضيه والبقية ، لا وألف لا ، خبتم وخسرتم إذا فعلتم .

ستستبدلون بغيركم أيها الأباليس الغثائية ، ألا تريدون للجحيم سكاناً ؟ وللدرك الأسفل رعيّة ؟ أما من أحباب لسقر والشجرة الزقومية ؟ أين قلوبكم الميتة ؟ وعقولكم الشيطانية ؟

أما أنت يا حواء : فدورك في الأمة فعّال ، فأنت أقوى مخدّر للرجال ، أعلق عليك الآمال ، فأنت الجواب لكل سؤال ، نريد سهرة ، نريد رقصة وضحكة ، نريدها – باختصار – إثارة ومتعة ، اطرحي التراويح جانبا ، وانسَيْ ثواب القائمة ، ألا يكفي يا حبيبتي أنك صائمة ؟!

يا بني آدم أجمعين : اسمعوا لي فما أنا لكم إلا ناصح أمين ، لا تهتموا في رمضان إلا بكل لذيذ سمين ، ولتنسوا الصلاة لرب العالمين ، وإياكم وقراءة آيات الذكر الحكيم ؛ فإنه المنكر الأثيم في منطق سكان الجحيم ، رمضان سيتكرر سنين بعد سنين فتوبوا حينها لرب غفور رحيم ، أما الآن فامضوا وقتكم تسبحون بحمد بوش وبنيامين عليهم رحمة الأبالسة أجمعين .

التوقيع : إبليس اللعين ” .

ولنا على هذه الرسالة ملاحظات ، ومنها :

1. أنها طريقة مبتدعة في الدعوة والوعظ ، فيمكن للداعية والواعظ أن يوصل رسائل للعصاة لترك معاصيهم ، وللطائعين للازدياد من طاعاتهم بغير تلك الرسالة السمجة الهزلية ، التي حويت أصنافا من الجهل والتكلف والهزل .

2. أن هذه الطريقة في الوعظ والتذكير تفتح الباب للكلام على لسان غير إبليس كالملائكة أو الأنبياء أو الشهداء أو الدجال أو الجنة أو النار وغيرها ، وهو مما يجعل الأمر فوضى ، ويفتح الباب لكل عابث بتوجيه تلك الرسائل على لسان من يشاء ، فتنقلب الدعوة إلى مباريات كتابية خيالية ، ويصير الوعظ تنافساً في اختيار الشخصية التي يتكلمون بلسان حالها .

3. ونحن نجزم أن كاتبها ليس عالما ولا طالب علم ، ولم نرَ هذه الرسالة إلا في منتديات يرتادها العامة ، ومن شروط الدعوة إلى الله أن يكون المتكلم صاحب علم يعرف ما يقول لأنه يوقع عن رب العالمين ، ويتكلم باسم الدين ، فلا يجوز أن يكون هذا المجال لكل صاحب خيال واسع .

4. وهذه الرسالة ليس فيها آية ولا حديث ، ففيها صرف الناس عن الوعظ بالقرآن ، وكأن الشرع المطهَّر ليس فيه ما يُخاطب به الناس من القوارع والزلازل من الآيات البينات والأحاديث الصحيحة الواضحات ، والأحكام الشرعية البيِّنة .

5. وفي الرسالة تعظيم للشيطان ؛ حيث جُعل هو المتكلم والناس تستمع وتنقل رسائله المذيلة بتوقيعه ! ولا شك أن في هذا تشريفاً لذلك المطرود من رحمة الله ، والذي شأنه أحقر من أن يكون صاحب رسائل ينقلها المسلمون في منتدياتهم وجوالاتهم ، ويمكن لأحد الدعاة أو طلبة العلم أن يكتب رسالة يوضح فيها حال الشيطان مع العصاة ، وحاله مع العبَّاد ، وأن يجعل بين الحالين مقارنة ، ويوضح ذلك بالآيات والأحاديث دون أن يجعل المتكلم هو الشيطان ، ويكون بذلك أدَّى الغرض الذي من أجله كُتبت هذه الرسالة .

6. وفي الرسالة جهل بالأحكام الشرعية ، وافتراء على الشرع ، ومنه قوله ” أما حذرتكم أن من أدرك منهم ليلة القدر غفر له كل ماضيه والبقية ” ، وفي هذه الجملة جهل من وجهين : الأول : أن المعلوم أن مجرد إدراك ليلة القدر ليس فيه فضل ، وقد نصَّ الحديث الصحيح على فضل من قام ليلة القدر ، لا من أدركها ، والثاني : أن الفضل لمن قام ليلة القدر أنه يغفر له ما تقدم من ذنبه دون ” البقية ” أي : ما تأخر ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) رواه البخاري ( 1802 ) ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : وما تأخر .

7. وفي الرسالة بيان أن شياطين الجن جميعها تصفَّد وتسلسل ، والظاهر أن الذي يصفَّد هو مردتهم ، كما جاء في بعض الروايات الصحيحة ، وقد بيَّنا هذا في أجوبة كثيرة ، منها ( 39736 ) و ( 12653 ) و ( 14253 ) ، وفي بعض تلك الأجوبة أن تصفيد أولئك المردة لا يعني عدم وسوستهم ، وهو ما يقضي على الرسالة من أصلها .

والخلاصة :

أننا لا نرى جواز نشر هذه الرسالة ؛ لما فيها من مخالفات للشرع ؛ ولما فيها من سماجة وهزلية ، ونرى أن مثل هذه الأساليب فيها صرف للناس عن القرآن والسنة ، وأن نفعها المزعوم قد يتركز في الفكرة والأسلوب دون المعنى والمضمون .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب